"علينا أن نعيش معا كإخوة أو نهلك معا كأغبياء .."

"علينا أن نعيش معا كإخوة أو نهلك معا كأغبياء .."
)مارتن لوثر كينج(

مما لا شك به أننا سنموت أغبياء، هذه هي حالنا منذ نشوء هذا الشعب العظيم الذي لا عظمة عنده إلا في اتقان لعبة الحرب، أي حرب لا مشكلة لديه في أن يخوض غمارها، حرب الأخرين على أرضه، حربه ضد العدو المحتل الغاصب للكيان والبنيان، او حربه مع الجيران والأخوة والحلفاء .... لا فرق المهم أنه لعب اللعبة وكان هو بطلها.  

هذا الشعب الذي جرب جميع أنواع الحروب والخصوم لم يستطع أن يفهم بعد عبثية هذه الحروب وخسارته المتلاحقة ولاسيما الداخلية منها وخصوصاً الحرب الأهلية (بإمتياز). فهذا الشعب الذي لا يعيّر التاريخ اي اهتمام، ولا  يحاول أن يحفظ شيأ أو أن يغير فاصلة في هذا التاريخ العظيم. بل يتوق دائماً لتكراره كما حفظه عن ظهر قلب عن أجداده، وحفظ بطولات حروبهم الطائفية، وزحفهم أمام سفارات وقنصليات الدول الكبرى للحصول على الدعم والمال والسلاح لتنفيذ مصالح وغايات وأهداف هذه الدول.

واليوم يلعب هذا الشعب اللعبة ذاتها، إنه كالولد الصغير الذي لا يستطيع ان يرى اولاد الجيران يلعبون من دون أن يهرول لاهثاً صارخاً أنا أيضاً أريد اللعب من دون أن يكترث لنداء امه عد إلى البيت الآن...

عد إلى اهل بيتك، رتب أمورهم، إصنع السلام معهم، أوقف الحرب معهم، بشتى الطرق والوسائل، عد إلى إخوتك أقاربك إلى رفاقك، إبنِ بلدك، ابذل نفسك في سبيل السلام والمحبة والإزدهار.

 لا تكن الولد الذي لا يشبع من اللعب، من الدم، من القتل، والدمار... لا يستطيع ان يعيش بسلام، أن يبحث عن السلام وان يصنع السلام. فالسلام لا يتحقق إلا بقبول الأخر، والسعي الدائم للوفاق الداخلي المنزّه عن مصالح ومناصب وجوائز ترضية.

 فما الحل ؟

الأمل هو الحل، "فما أضيق العيش لولا فسحة لأمل" الأمل بجيل يعي ولو للحظة حركة التاريخ، تاريخ بلاده، التي حتى أيامنا هذه أثبتت عن دائريتها، التي تدور بفلك أحداث الطائفية والفساد منذ ما قبل عهد المتصرفية وبعد، أن يحاول رسم خط تصاعدي لتاريخه المستقبلي، ان يحاول تغيير مسار تاريخه...

أبنو هذا الجيل الآن قبل فوات الأوان…

جوني خوري

4-11-2012

johnny@lebanonlivenews.com