وتقع الحيرة ... (1)


وتقع الحيرة
وتقع الحيرة،  فما العمل ؟

تقع الحيرة عند المواطن، كيف سيتعامل مع المواطن الأخر  الشريك في الوطن فقط لا غير، فهو لا يشاركه بشيئ إلا في الوطن، فهو لا يستطيع أن يشاركه، لا بالأستراتيجية الدفاعية، ولا بالأحداث الإقليمية ولا بالخطة الإقتصادية ولا بالتاريخ ولا بالجغرافيا حتى، فكل شريك يرى الأمور من زاوية مصلحته وفلسفته الخاصة، إننا لا نستطيع أن نتفق على أي حقيقة ثابة، لأن كل شيء أو موضوع أو حدث بالنسبة لأي شريك هو نسبي من المنظار العام، لكنها حقيقة ثابة في العلم والإيمان بالمنظار الخاص لأي طرف وهو مستعد للمدافعة للدفاع عن هذه الحقيقة في أي زمان ومكان، في الطريق ومركز العمل وعلى أي منبر متاح أكان ذلك من على شرفة المنزل إلى شرفة التلفاز ....

لكن الحقيقة ثابة وليست وجهة نظر، ليست معطفاً نرتديه في الشتاء ونخلعه في الصيف. إن الحقيقة واحدة لا تفصل على قياس أي وجهة نظر أو مصلحة آنية، وليس كل من امتلك رأياً ظن أنه أمتلك الحقيقة ، وليس كل رأي نال أكثرية ما ظن أنه الحقيقة، فالحقيقة ساطعة مثل الشمس يراها كل مبصر، لم تعمه الطائفية، والتعصب، والحقد، والجشع، والمصلحة الرخيصة.

فتعابير أو مفاهيم أو كلمات مثل المقاومة، والتمرد، والحرية، والعمالة، والسيادة، والأستقلال، والأستغلال، والخيانة، والغدر، والأستشهاد، هي ليست سوى وجهة نظر، وهنا تقع الحيرة...

فما العمل ؟

إن التاريخ أثبت فشل جميع الأنظمة !

الملكية والشيوعية، والدينية، والأمبريالية ... فهل سبب هذا الفشل هو النظام بحد ذاته أم الأنسان هو السبب، فهو لم يتأقلم ولم يستجب لأي منها ! فهل العودة إلى شريعة الغاب هو الحل؟ أو تطبيق نظام عرفي ديكتاتوري يمسك زمام الأمور مجلس أعلى للديكتاتورية مؤلف من مثقفين ورجال أمن خضعوا لدورات خاصة ومكثفة في الديكتاتورية، لأن الحرية لن تستثمر للخير بواسطة الأنسان، لأن حتى مشروع الله الخلاصي للأنسان مع الحرية باء بالفشل، واستغل الأنسان الحرية لمصلحته الخاصة وأصبحت امبريالية فلا خلاص للدول والأفراد إلا في الديكتاتورية !

                                                                                                           جوني خوري
                                                                                                         10/15/2012

Comments

Popular Posts